**الفصل الخامس: وميض من اللون** تحت سماء رمادية داكنة، تنهمر الأمطار بغزارة، تغسل شوارع المدينة وتُضفي على الأجواء حزنًا عميقًا. صوت الرعد يُمزق السكون بين الحين والآخر، كأنّ الطبيعة ذاتها تُشارك المدينة حزنها. في منزلٍ قديم مُتهالك، تختبئ "ليبي"، تلك الفتاة الصغيرة ذات النظرات الحزينة، من قسوة العالم الخارجي وظلم ذويها. عيناها تحملان ألمًا يفوق عمرها، وجسدها النحيل يرتجف بردًا وخوفًا. فجأة، يظهر أمامها "أديل"، المُحارب الأسطوري، كضوءٍ في عتمة ليلها. عيناه تحملان حزنًا غامضًا، لكنّهما تُشعّان أيضًا بقوةٍ هائلةٍ. ينتقل المشهد إلى عالمٍ أبيض نقي، عالمٌ خالٍ من أيّ لونٍ أو شكلٍ. إنه عالم "أديل" الداخلي، عالمٌ توقّف فيه الزمن. في هذا العالم الفارغ، تظهر "ليبي" كبقعةٍ مُلوّنةٍ، كأنّها زهرةٌ وحيدةٌ تُزهر في صحراءٍ قاحلةٍ. "دارو دارو"، ذلك الكائن الغامض، يُراقب المشهد بصمتٍ. عيناه تخترقان الحجب، تكشف أسرارًا غامضةً عن ماضي "أديل" وحاضره. يبدو أنّ لقاء "أديل" و"ليبي" لم يكن وليد الصدفة. ففي عتمة عالمه، وجد "أديل" أخيرًا بصيصًا من الضوء في ألوان "ليبي" المُشرقة. أما "ليبي"، فوجدت في قوة "أديل" وحنانه ملاذًا آمنًا من قسوة العالم.