في زحام متجر الحيوانات الأليفة، يقف رجلٌ أنيقٌ، هالتهِ من الكبرياءِ والوحدةِ. يُحدّقُ في رفوفِ الطعامِ المُكدّسةِ مُتساءلاً عمّا يُفضّلهُ قِطّهُ المُدلّل. يُلاحظُ عليهِ زُبائنُ المُتجرِ الآخرونَ. فتاةٌ صغيرةٌ تُعلّقُ على كميّةِ الطعامِ الكبيرةِ، وزوجانِ يتهامسانِ مُستغربَين من اهتمامهِ المُفرطِ، بينما تُلقي عليهِ عاملةُ الصندوقِ نظرةً مُتعجّبةً وهِي تُفكّرُ في نفسها "يا لهِ من زبونٍ غريبِ الأطوارِ". لكنّ الرجلَ لا يُبالي بنظراتِهم، فكلّ ما يُهمّهُ هُو إسعادُ قِطّهُ المُدلّل. يُدركُ أنّ عليهِ اختيارَ أفضلِ طعامٍ لِقِطّهِ الغالي، فيختارُ طعاماً جديداً ويُحمّلُ سلةَ مشترياتهِ بأكياسٍ منه. وحينَ يصلُ إلى المنزلِ، يضعُ الصندوقَ أمامهُ ويُناديهِ بصوتٍ رقيقٍ. يقفزُ القِطّ إلى داخلِ الصندوقِ مُتحمّساً، وحينَ يُلامسُ فروهُ الناعمُ يدَ الرجلِ، يُدركُ الأخيرُ أنّ سعادةَ هذا المخلوقِ الصغيرِ لا تُقدّرُ بثمنٍ. ينهالُ القِطّ على الطعامِ بشهيّةٍ مُستمتعاً بكلّ قضمةٍ، مُصدراً صوتَ هريرٍ يُبهجُ قلبَ الرجلِ. تُرسمُ على وجهِ الرجلِ ابتسامةٌ هادئةٌ، فها هو ذا يُشعرُ بالسعادةِ الحقيقيّةِ، سعادةُ العطاءِ غيرِ المشروطِ، سعادةُ أن تُحَبّ من قِبَلِ كائنٍ بريءٍ.