## نبضات صامتة: فصل من Noblesse ينساب الهدوء في أرجاء المختبر، لغة صامتة تتحدث بها ملامح شاحبة. [الصورة الأولى] يجلس الطبيب، شعره الأشقر كالشمس التي غابت عن عالمه، ينظر إلى الأسفل، ثقل الهموم يثقل كاهله. "سأرحل" [الصورة الثانية] كلمات ثقيلة تتردد في أذنيه، نبرة حاسمة ولكنها تخفي وراءها غصة ألم. يرفع عينيه، زرقاوتها غائمة كسماء تمطر حزناً، ينظر إلى مصدر الصوت. تقف أمامه، شعرها الذهبي متمرد كعادتها، لكن عينيها تحملان نفس لغة الحزن التي يتحدث بها صمته. "إلى أين؟" يسأل، صوته خافت كهمسة، يحاول التشبث بأي خيط من خيوط الأمل. [الصورة الثالثة] "مكان بعيد، حيث لن يُؤذيني أحد" [الصورة الرابعة والخامسة] تجيب، نظرتها مشدودة على خريطة العالم، تُحدد نقطة غامضة في الأفق، بعيدة.. بعيدة جداً. "820 كيلومترًا" يتمتم، المسافة تفصل بينهم أكثر من مجرد أرقام على خريطة. إنها جدار شاهق من الوحدة يرتفع بينهم، جدار بناه الخوف وسيُسقى بدموعهم. [الصورة السادسة] يشعر بيدها الناعمة تمسك بيده، دفء لمسته يخترق برودة اليأس التي تُتجمد في عروقه. "أنا آسفة" [الصورة السابعة] تعتذر، لكن هل يكفي الأسف لترميم ما تهدم؟ هل يكفي لتهدئة العاصفة التي تجتاح روحه؟ "لا داعي للاعتذار، سأفتقدكِ فقط" [الصورة الثامنة] يحاول التظاهر بالقوة، يرسم ابتسامة شاحبة على شفتيه، لكن عينيه ت betray خديعته، تكشف حقيقة مشاعره الجارحة. "820 كيلومترًا" [الصورة التاسعة] يكرر الرقم كأنه يدق مسمارًا في نعش أمله، رقم لعنة حُفرت على جدران قلبه. "ولكني سأعود، سأعود عندما أصبح قوية بما يكفي لحماية نفسي" [الصورة العاشرة] وعدٌ يُلقى في الهواء، بذرة أمل تُزرع في أرضٍ قاحلة. تُغادر، خطواتها ثقيلة كقلبه، ويُراقبها من بعيد، يتشبث بوعدها كما يتشبث الغريق بقشة. [الصورة الحادية عشرة والثانية عشرة] يُحدق في قهوته الباردة، انعكاس صورته مشوه على سطحها كروحه المُحطمة. [الصورة الثالثة عشرة والرابعة عشرة] "لا داعي لأن تُضحي بنفسكِ هكذا" [الصورة الخامسة عشرة] يتمنى لو أنّ صوته يصلها، لو أنّ مشاعره تخترق جدار المسافة الذي يفصل بينهم. يمسح وجهه بكفه، يُحاول استعادة رباطة جأشه. "عليّ حمايتها، حتى لو كانت المسافة بيننا ألف كيلومتر" [الصورة السادسة عشرة والسابعة عشرة] عزمٌ يُولد من بين رماد اليأس، نار أمل تُضئ ظلام وحدته. "همم؟" [الصورة الثامنة عشرة] صوتها الرقيق يُخرجه من شروده، تتطلع إليه بعينين واسعتين، "لِمَ تنظر إليّ هكذا؟" "لأنه عليّ حمايتكِ، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عنكِ" [الصورة التاسعة عشرة] يجيبها في سره، كلمات ثقيلة لا يجرؤ على البوح بها، كلماتٌ ستُحطمها كَزجاج هش. "أنتِ قوية" [الصورة العشرو ن] يُكمل، لكن هذه المرة بصوتٍ مُسموع، "لذا لا داعي للقلق بشأني." يُحاول طمأنتها، وإقناع نفسه في نفس الوقت. "ولكن.." تُقاطعه قبل أن تُكمل جملتها، [الصورة الحادية والعشرون] "علىّ العودة إلى المختبر، سأتصل بكِ لاحقًا." "حسناً.." [الصورة الثانية والعشرون] تجيب، خيبة أمل خفيفة تُلقي بظلالها على ملامحها. يُراقبها وهي تُغادر، [الصورة الثالثة والعشرون] ثم يُغمض عينيه، يستسلم لِ وطأة الألم الذي يُخنقه. "لن أسمح لأي أحدٍ أن يُؤذيكِ مجددًا، سأُقاتل حتى لو كلفني ذلك حياتي" [الصورة الرابعة والعشرون] يُقسم بصمت، وعزمهُ الصلب كَفولاذ. ينظر إلى الكوب الفارغ بين يديه، رمزٌ لوحدتهِ المُرة. [الصورة الخامسة والعشرون] "سأُحارب لِأجلِ مُستقبلٍ نكونُ فيهِ معًا" يُتمتم، أملٌ جديد يُزهر في قلبهِ المُتعب. "سأعود، أنتظريني" [الصورة السادسة والعشرون] صوتها صدىً في أذنيه، وعدٌ يُغذّي إصرارهُ على النجاة.