## لو بو، قصة حياة: فصلٌ من نارٍ وسهام تُفتتح صفحات الفصل بمشهدٍ مُوحشٍ لمعبدٍ مُدمر، نيرانه تَلعق بقايا الخشب المتفحمة. يجلس لو بو بِجِوارها، وجهُهُ مُتجهّم كمن يُحَدّق في ذكرياتٍ مُرّة. تندلع أحداث الماضي، جيشٌ جرارٌ يُحاصر بوابة المدينة. "سنقتحمُهم إلى الأبد"، هكذا يُصيح قائدهم مُستَهيناً بِحياةِ مَن بالداخل. لكنّ لو بو لم يكُن لِيَهَبَ جيشاً، فَبينَ أَصابعِهِ يتدحرجُ رُمْحُهُ كَأَنّهُ يُغازلُ الموتَ بنَفسهِ. يقتحمُ جنود العدو البوابة مُتلهفين لِمواجهةِ مصيرهم، فَيَستَقبلهم لو بو بِوَابلٍ من السِّهامِ الفتَّاكة. يَسقطُ الأَوَّلُ ثُمَّ الثّاني، كُلُّ سَهْمٍ يَحصدُ روحاً، كُلُّ حَرَكةٍ رِيشَةٌ تُرسمُ لوحةً من الدَّمِ. يُدركُ الأعداء أنَّهم وقعوا في فخ، وأنَّ هذا المحارب ليس إنسانًا عاديًا. يُحاولونَ الانسحاب، لكنّ سهامَ لو بو أسرعَ من خُطاهم، تُطاردهم كَعُيونِ نِسرٍ لا تُخطئُ هدفها. يُصيبُ سهمٌ أحدهم في عينه، ويَصرخُ الآخرُ ألماً وهوَ يُحاولُ سحبَ سهمٍ من صدرِه. لكنّ لا مجالَ للهروب، فَمصيرُهم حُكِمَ عليهِ منذُ اللحظةِ التي قرروا فيها مُواجهة لو بو. يتحولُ المشهدُ إلى غابةٍ مُظلمة، حيثُ يُدركُ لو بو أنّ العدوَّ لا يَزالُ يُطارده. تَحلقُ سهامُهم حولهُ كَأسرابِ النَّحلِ، لكنّهُ يَتَفادها بِخِفَّةٍ ورشاقة. يُدركُ لو بو أنَّ المواجهةَ المباشرةِ لن تُجدي نفعاً، فيُقررُ استِدراجَهم إلى مكانٍ يُناسبُه. يَصِلُ لو بو إلى ضَفَّةِ نهرٍ، ويَقفزُ فوقَ جذعِ شجرةٍ مُتدحرِجٍ. يَتَبعهُ سَهْمٌ مُشتعلٌ، يُشعلُ النيرانَ في الغابةِ حوله، لكنَّ لو بو يَختفي بينَ الأشجارِ. "هل هذهِ النهاية؟"، يَتساءلُ أحدُ مُطارديه وهوَ يَتَقدَّمُ بحذرٍ. وفجأةً، يَشقُ سهمٌ طريقهُ عبرَ الهواء، مُخترقاً قلبَ ذلكَ الجنديِّ في لحظةٍ خاطفة. "لا مجالَ للخطأ"، يَقولُ لو بو بِصوتٍ مُخيف، "لقد حانَ وقتُ الحِساب." تَختَتِمُ أحداث الفصلِ بِمشهدٍ لِسَهْمٍ مُتّجهٍ نحوَ هدفهِ بسرعةِ البرقِ، تاركاً المُستقبلَ غامضاً ومُحمَّلاً بالمَزيدِ منَ المُفاجآت.