## **فصلٌ من حِكايةِ حامِلِ الأثقال** **البدايةُ** كانتْ في قاعةٍ مهيبةٍ، حيثُ وقفَ حشدٌ من النُّبلاءِ والضُّيوفِ، ينتظرون بِفَضولٍ ما سيحدث. تقدَّمَ رجلٌ ضخمُ الجثّةِ، ملامِحُهُ صارمةٌ، يرتدي ثيابًا فاخرةً، تُشيرُ إلى مكانتهِ الرفيعة. **"هذا هو المُبارزُ الذي تحدَّثتُ عنهُ... سيهزِمُ أيَّ أحدٍ."** أعلنَ الرَّجلُ الضَّخمُ بِثقةٍ، مُشيراً إلى شابٍّ وسيمٍ يقفُ بِجوارهِ. لكنَّ الشابَّ بدتْ عليهِ علاماتُ التَّردُّدِ، وأجابَ بصوتٍ خفيضٍ: **"أخشى أنَّني لستُ جديراً بهذهِ الثقةِ".** ضحكَ الرَّجلُ الضَّخمُ مُستهزئاً، **"لا تَقلقْ، سأمنحُكَ فرصةً لإثباتِ نفسِكَ".** فجأةً، ألقى بِثلاثِ كراتٍ صغيرةٍ نحوَ الشابِّ، الذي أمسكَ بها بِسُرعةٍ مُذهلةٍ. **"انظروا!"**، هَتَفَ الرَّجلُ مُجدَّداً، مُعلناً عن بدءِ التحدّي. **"مُستحيل!!"** صرخَ الجميعُ بصدمةٍ، فالكراتُ الثلاثةُ قدَّ تحوَّلتْ إلى زهرةٍ بيضاءَ جميلةٍ بينَ يدي الشابّ. **"أنا حيةٌ، أنا زهرةُ حُبٍّ!"** تردَّدَ صوتٌ رقيقٌ في القاعةِ، مُعلناً عن سِحرٍ غريبٍ حلَّ على الزَّهرة. **"هذا مُثيرٌ للاهتمام!"** تمتمَ رجلٌ عجوزٌ ذو لحيةٍ بيضاءَ طويلةٍ، كانَ يجلسُ بينَ الحضورِ، يُراقبُ المشهدَ بِفِطنةٍ. **بعدَ انتهاءِ العرضِ**، توجَّهَ الرَّجلُ العجوزُ إلى الشابِّ، ودعاهُ للتَّحدُّثِ على انفراد. **"ما اسمُكَ أيُّها الشابّ؟"** **"أنا لستُ سوىَ حاملِ أثقالٍ."** أجابَ الشابُّ بتواضعٍ، غيرَ مُدركٍ للمَصيرِ الذي ينتظره. **"حاملُ أثقالٍ، هَه؟"** ابتسمَ الرَّجلُ العجوزُ، كأنّهُ سمعَ نُكتةً ما. **"ألا تُريدُ أنْ تُصبحَ شيئاً أكثرَ من ذلك؟"** سألهُ الرَّجلُ بِغموضٍ، مُحدّقاً في عيني الشابّ اللتينِ امتلأتا بِالتَّساؤل. بدأَ الرَّجلُ العجوزُ بِسَردِ حِكايةٍ غريبةٍ، عنِ عالمٍ مُختلفٍ، عنِ قُوَّةٍ خفيَّةٍ تُدعى "الطاقةُ الدَّاخليةُ". **"هل تُريدُ أنْ تُصبحَ قويّاً؟"** سألَ الرَّجلُ، مُشيراً إلى الشابِّ بِقطعةِ قُماشٍ سوداء. أومأَ الشابُّ بِصمتٍ، فقامَ الرَّجلُ بِرَبْطِ عَينيهِ بِالقُماش، مُعلناً بدءَ اختبارِ غريبٍ. **"أخبرني ماذا تشعُر؟"** **"لا أشعرُ بِشيء."** **"حسناً، ارفعْ يدَكَ للأعلى."** **"هكذا صحيح؟"** **"الآن، انطِلقْ!"** صاحَ الرَّجلُ العجوزُ، دافعاً بالشابِّ نحوَ الأمام. ارتطمَ الشابُّ بِأحدِ الأعمدةِ الخشبيةِ، وسقطَ أرضاً بِألمٍ. **"لِماذا فعلتَ ذلك؟"** سألَ الشابُّ بِغضبٍ، مُحاولاً فَهمَ ما حدث. **"لأنَّكَ كنتَ تُحاولُ رؤيةَ ما لا يُرى."** أجابَ الرَّجلُ العجوزُ بِهدوءٍ. **"الطاقةُ الدَّاخليةُ.. تُرى بِالقلبِ، لا بِالعينين."** استمرَّ الرَّجلُ العجوزُ بِشرحِ مبادئِ القُوَّةِ الخفيَّةِ، مُعلّماً الشابَّ كيفيَّةَ الإحساسِ بِها، وتوجيهِها. **"أحسِنْ الإصغاءَ، فما سأُخبرُكَ بهِ الآنَ سيُغيّرُ حياتَكَ إلى الأبد."** انتهى الفصلُ بِنظرةٍ حازمةٍ على وجهِ الشابِّ، الذي قرَّرَ خوضَ رحلةٍ جديدةٍ، مُختلفةٍ تماماً عن حياتهِ السَّابقة. رحلةٌ لاكتشافِ قُوَّتهِ الحقيقيةِ، وتحقيقِ حلمهِ المُؤجَّلِ في أنْ يُصبحَ **مُحارباً حقيقياً**.