في قلب عالمٍ يترنّح على شفا الهاوية، حيث ينحدر نحو نهاية مُريعة، يجتاح الذعر قلوب البشر مع جفاف ينابيع الحياة من ماءٍ ونبات. باتت الكائنات تُصارع من أجل لقمة العيش، وغدا الأرز والطحين بمثابة كنزٍ ثمين، والخضروات حلماً بعيد المنال. في لحظةٍ فارقة من اليأس، ظهر بصيص أملٍ مُتوهّج على شبكة الإنترنت، مقطع فيديو قصير يُشعل شرارة الدهشة في أرجاء المعمورة. هناك، تتراقص الخضروات النضرة في وعاءٍ ساخن، تتألق بلونها الأخضر الزاهي، بينما تُغري رائحة لحم الضأن المشوي الشهية الحواس، لونه الذهبي يلمع تحت طبقة رقيقة من الزيت. تُتوج هذه الوليمة بشوربة سمكٍ بيضاء ناصعة، تُغلي على نارٍ هادئة، مظهرها يُشبه حليبًا نقيًا. وفي هذه اللحظة الساحرة، تتوسل طفلة صغيرة جالسة بجانب الرجل الذي يُعدّ هذه الأطباق، كأنها تستجدي المزيد من هذه النعمة. وسط هذا المشهد الطاغي، ينطلق رجلٌ ذو شعرٍ فضي في مهمةٍ محفوفة بالمخاطر. تُلاحقه سيارة سوداء مُريبة، يُدرك أنها ليست مجرد مُصادفة، بل هي مُطاردة مُدبرة. يزداد التوتر مع مُناورات مُذهلة بالسيارة، يُحاول التملّص من مُطارديه بمهارةٍ فائقة، مُدركًا أن حياته على المحك. يُدرك أن سرّ وفرة الطعام في عالمٍ مُتضور جوعًا قد جلب عليه أعداءً أقوياء. ينجو من المُطاردة ببراعةٍ مُذهلة، ليجد نفسه في النهاية أمام مُجمّعٍ سكني ضخم. يبدو عليه الهدوء، لكنه يُخفي في طيّاته سراً غامضاً. يدخل الرجل إلى شقةٍ مُتواضعة، يُفتّشها بدقةٍ مُتناهية، يُدرك أن هناك خيوطاً مُهمة قد تُساعده في فكّ لغز هذا العالم الجائع. يعثر على صندوقٍ صغير، بداخله كُتيّبٌ قديم وبطاقة غامضة. يُحدّق فيهما بتركيز، مُدركًا أنهما يُمثلان مفتاحًا لفهمِ هذا العالم المُدمّر، وربما مفتاحًا لإنقاذه. في عينيه بريق أملٍ جديد، يُدرك أنه على وشك الكشف عن سرٍّ عظيم، سرّ قد يُعيد الحياة إلى هذا العالم المُحتضر.